أخبار محلية

حمدي المكحل.. أيقونة نضال ثورية

حجة برس – الصحوة نت:

تحل على اليمنيين الذكرى الأولى لاستشهاد الثائر البطل الشاب، حمدي عبدالرزاق المعروف بـ “المكحل” الذي قتلته مليشيا الحوثي في سجونها بمدينة إب خوفا من الثورة التي اشعلها ضد المليشيات في محافظة إب.

استطاع “المكحل” رغم بساطته، أن يشكل بنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي ثورة توعية ضد مليشيا الحوثي في محافظة إب، حيث كان يحرض على رفض مشاريع المليشيا الطائفية والتدميرية في المحافظة، بلهجة أبية “إبية” خالصة.

وجد صوت المكحل أصداء واسعة في المحافظة، وكشفت ضيق المليشيا بكل من يعارضها، حتى لو لم يكن معارضا سياسيا أو ناشطا شهيرا.

اعتقدت مليشيا الحوثي أنها بتصفية “المكحل” ستقضي على ثورته، لكنها تحولت إلى ثورة أخرى عمت محافظة إب.

مع أنباء تصفية “المكحل” ثار سخط أبناء المحافظة في كل مديريات المحافظة لهول الجريمة التي ارتكبتها المليشيا الإرهابية، بحق أحد شباب إب ممن اتخذ مواقع التواصل وسيلته للتعبير عن رفض أبناء المحافظة لمشاريع المليشيا تجاه اليمن أرضا وإنسانا.

رفضت مليشيا الحوثي الإرهابية تسليم جثة المكحل لأسرته، خوفا من ثورة المجتمع، فقد أقض مضاجعهم حيا وشهيدا، ومارست ضغوط واسعة، لكنها رضخت للأمر الواقع بعد أسبوع من الرفض.

يقول الأهالي إن تشييع جثمان الثائر “المكحل” تحول إلى يوم مشهود وتظاهرة هي الأقوى في إب منذ سيطرة المليشيا على المحافظة في خريف 2014.

الهتافات والشعارات التي رددها المشيعون كانت عبارة عن بركان ثائر يجتث المليشيات ولم تستطع اسكاتهم بالرصاص التي أطلقها مسلحو المليشيات أثناء التشييع وفي المقبرة أيضا.

*أيقونة نضال*

تحول الشاب حمدي المكحل إلى رمزية نضالية وشجاعة يمنية متفردة، ليس في محافظة إب إنما في كل جغرافيا الجمهورية اليمنية.

ما كانت تخشاه المليشيا بات أمرا واقعا، فقد كسر المواطنون حاجز الخوف وجعلها تعيش هزيمة شعبية وتوعوية، وأن سلاح الترهيب الذي ظلت المليشيا تزرعه لسنوات لترهيب أبناء إب أظهر فشله الذريع.

ولد “المكحل” في “المدينة القديمة” لمديرية المشنة بمدينة إب، وهو أب لطفل وطفلة، شأنه كشأن الغالبية العظمى من اليمنيين الذين يرفضون ممارسات مليشيا الحوثي وجرائمها منذ بداية حربها على اليمنيين في صعدة في 2004، وحتى اليوم.

في أكتوبر 2022، ظهر “المكحل” بمقاطع فيديو على صفحته في مواقع التواصل، انتقد زعيم المليشيات واتباعه، وما يمارسونه من جرائم بحق اليمنيين، والنتيجة التي أوصلوا اليمنيين إليها من فقر وخوف ودمار وانتشار الجريمة.

لم يسبق لاحد في إب أن يوجه مثل تلك الانتقادات للمليشيات وقياداتها، فثار غضب قيادة المليشيات وجن جنونها، وشكلت حملة عسكرية لمطاردته والقبض عليه.

بحملة أمنية من عشرات الأطقم حاولت مليشيا الحوثي الإرهابية القبض على المحكل لكنها فشلت، حينها قاد “المكحل” مواجهات مسلحة بمفرده ضد الحملة وأصيب حينها مدير قسم شرطة بمديرية المشنة يدعى، شامخ الرصاص، وأحد العناصر الحوثية التي تعمل في القسم.

وبعد وساطات وجهود محلية نجحت بتسليم الشاب المكحل نفسه للمليشيا دون مقاومة، والتي أودعته السجن لقرابة أسبوعين وبعدها أفرج عنه بعد عمل ضمانات وتعهدات بعدم العودة لنشاطه.

ظل المكحل لأسابيع دون انتقادات للمليشيا، لكن ضميره لم يرض بهذا الذل والهوان، فعاد لنشاطه وانتقاد مليشيا الحوثي وفضحها وجرائمها بحق أبناء إب.

وبعد محاولات عدة تمكنت المليشيات من اختطافه وتعذيبه في سجن البحث الجنائي والتنكيل بحقه حتى توفي تحت التعذيب، ليتحول خبر استشهاده إلى ثورة مجتمعية في وجه المليشيا.

كما أثار استشهاد “المكحل” الغضب في أوساط اليمنيين، في ذات الوقت أظهر حقيقة المليشيات في تلك المناطق ومدى الرفض المجتمعي لها وتشوقهم لعودة الدولة بمؤسساتها وانهاء هذا الإرهاب والكابوس.

*الذكرى الأولى*

وفي الذكرى الأولى لاستشهاد “المكحل” احيا ناشطون يمنيون الذكرى باستعراض مواقفه البطولية، ورفضه لجرائم وممارسات المليشيات والتحريض ضدها.

الإعلامي محمد الضبياني غرد على منصة X قائلا: “عندما شيع اليمنيون الشهيد المكحل تحولت أزقة المدينة القديمة في إب إلى انتفاضة مفتوحة ضد الإرهاب السلالي الحوثي، زغاريد النساء وهتافات الشباب الحوثي عدو الله ملأت المكان، وصداها الثائر طاف المعمورة ليؤكد أن الحوثي طارئ ومحتل سلالي غاشم يرى رحيله وطرده قاب قوسين أو أدنى..”.

*لا حاضنة للمليشيا*

الناشط الإعلامي إبراهيم عسقين غرد: “المكحل” الذي خرج في جنازته الاف الشباب اوصلوا رسالتهم لكل الدنيا ان لا حاضنة للحوثيين في محافظة اب دون خوف او وجل من سطوة الحوثيين وبطشهم..”.

أما الصحفي محمد القادري ابن محافظة إب، غرد بقوله “في مثل هذا اليوم سطرت مدينة إب انتفاضة تأريخية أرعبت الميليشيات السلالية ونظام ولاية الفقيه في إب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى