رئيس هيئة الأسرى: الفريق الحكومي أمام اختبار إنساني وأخلاقي لإنهاء معاناة قحطان وأسرته
حجة برس – الصحوة نت:
قال رئيس الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، رضوان مسعود، إن فريق التفاوض الحكومي أمام اختبار إنساني وأخلاقي للانتصار لمظلومية الأستاذ محمد قحطان وإنهاء معاناته وكافة المخفيين قسراً في سجون المليشيا الإرهابية.
وأضاف مسعود في حديث مطول لـ”الصحوة نت”: أنه في حال فشلت المفاوضات الجارية في العاصمة العمانية مسقط في إنهاء معاناة قحطان والمخفيين قسراً، فإن المليشيا ستكون قد حققت رغبتها وواصلت المراوغة والالتفاف على كل الاتفاقات السابقة، والتي كان السياسي قحطان على رأسها.
وقال مسعود وهو مختطف سابق محرر من سجون المليشيا الإرهابية، إن إطلاق سراح القيادي الكبير والسياسي المخضرم محمد قحطان دون قيد أو شرط هو أدنى المطالب السياسية والحقوقية والقانونية والإنسانية قبل الخوض في أي مفاوضات أخرى بشأن هذا الملف الإنساني.
وأكد أن “طرح اسم القيادي قحطان للتفاوض على الطاولة تحت عناوين شكلية كالإفصاح أو الكشف عن مصيره، يعتبر جريمة وتواطؤاً غير أخلاقي مع المليشيا الإرهابية، كون الرجل اختطف من منزله في وضح النهار وهو بكامل صحته”.
وانتقد دور الأمم المتحدة، ومبعوثها الخاص لليمن المتواطئ في هذا الملف الإنساني، وقال: “للأسف التعاطي الناعم للأمم المتحدة والمبعوث الأممي، هانس غروندبورغ، مع جماعة الحوثي، شجعها على التمادي في انتهاكاتها بحق اليمنيين، وصولاً إلى اختطاف 17 من موظفي المنظمات التابعة للأمم المتحدة نفسها والعشرات من الموظفين في منظمات وبعثات دبلوماسية وشركات خاصة”.
وأردف: “هذا التمادي يستدعي أن يتغير دور الأمم المتحدة من دور الوسيط إلى تطبيق القرارات الدولية، والتي على رأسها القرار 2216 الذي تضمن إطلاق جميع السجناء السياسيين وعلى رأسهم قحطان”.
وتابع مسعود: “قحطان منذ اختطافه قبل أكثر من 9 سنوات، لم يسمح لأسرته بزيارته، باستثناء زيارة يتيمة، في الأسبوع الأول من اختطافه، بوساطة الراحل عبد القادر هلال أمين العاصمة – رحمه الله – تمكن خلالها نجله عبد الرحمن من زيارته إلى مكان احتجازه في منزل حميد الأحمر، (حولته مليشيا الحوثي إلى معتقل) بحضور مهدي المشاط”، مشيراً إلى أن نجل قحطان عندما حاول زيارته للمرة الثانية بعد أسبوع قال له مسلحو الحوثي “والدك غير موجود”.
وأكد أن عبد القادر هلال ظل يطمئن أسرة قحطان بأنه في صحة جيدة، حتى رحيله بتاريخ 8 أكتوبر 2016.
وأشار مسعود إلى تعرض القيادي قحطان للإقامة الجبرية والاختطاف والإخفاء القسري بطريقة ممنهجة من قبل جماعة الحوثي، وواصلت الجماعة الإرهابية في تعذيب أسرته وعائلته وتجاهل كل المناشدات ودعوات المنظمات الحقوقية والسياسيين ونشطاء حقوق الإنسان، في الداخل والخارج، وكذلك قرار مجلس الأمن 2216، بالإفراج عنه.
ولفت مسعود إلى إطلاق المليشيات رفاق قحطان المشمولين بقرار مجلس الأمن وهم: وزير الدفاع الأسبق، محمود الصبيحي، وناصر منصور هادي، والقائد العسكري فيصل رجب، كما سمحت لهم بالاتصال بأسرهم والزيارة وصولاً للإفراج عنهم قبل نحو عام، بينما تصر على مواصلة إخفاء قحطان بطريقة غير مبررة، سوى منهجية تعذيبه والإمعان في إيذاء أسرته ومحبيه.
رئيس هيئة الأسرى والمختطفين أشار في تصريحه لـ”الصحوة نت”، إلى جولات المفاوضات الطويلة مع مليشيا الحوثي منذ العام 2018، حول ملف المختطفين والأسرى، وتنصل الجماعة من كل التعهدات السابقة بما في ذلك السماح بالاتصالات لأسر المخفيين وزيارتهم “لكنها سرعان ما تنقض تلك التعهدات”.
وأوضح أنه خلال جولتين من مفاوضات وتبادل أسرى ومختطفين، رعتها الأمم المتحدة في 2020 و2023، وضعت جماعة الحوثي العراقيل والشروط التعجيزية أمام الإفراج عن قحطان، والتي تهدف من خلالها إلى تحقيق نتيجة واحدة وهي الاستمرار في جريمة إخفائه.
وأكد أن أسرة قحطان طرقت خلال تسع سنوات كل الأبواب وناشدت كل المنظمات، لكن جماعة الحوثي ترفض حتى السماح لأسرته بزيارته أو الاتصال به، وخلال هذه الفترة خسر قحطان والدته وخاله المتوفين، وتزوج ثلاثة من أولاده، ولم تشفع أي مناسبة لتحريك إنسانية قيادات المليشيا.
وكانت مليشيا الحوثي فرضت الإقامة الجبرية على السياسي قحطان منذ 24 فبراير 2015، قبل أن يداهم مسلحوها في 5 أبريل من ذات العام منزله في صنعاء، ويقتادوه بالقوة المسلحة إلى جهة مجهولة، ومنذ ذلك الحين لم تسمح المليشيا لأسرته بزيارته أو الاتصال به.