أخبار محليةحقوق وحريات

اليمنيون يرفضون العدوان الإسرائيلي على اليمن ويتمسكون بمعركتهم ضد الحوثي

حجة برس – الصحوة نت:

كما هو ديدن كل الجماعات الإرهابية التي تعتاش على الحرب والمعاناة، نجحت المليشيا الحوثية، من خلال استغلالها قضية فلسطين العادلة، في إدخال اليمن إلى دوامة صراع جديدة مع كيان الاحتلال الصهيوني، وهو عدو مكتوب تاريخه بالدم، لا يحتكم في حروبه إلى قوانين أو أخلاق.

في يوم السبت الماضي، الموافق 20 من شهر يوليو الجاري، شن طيران الكيان الصهيوني عدوانًا غاشمًا على مدينة الحديدة، غربي البلاد، مستهدفًا فيها عدة منشآت مدنية حيوية، أهمها المحطة الرئيسية لكهرباء مدينة الحديدة وخزانات النفط في ميناء الحديدة.

موقف يمني واضح

وسط هذا السيناريو المعقد، والبلاد تقف بين فكي العدوان الصهيوني من الخارج والعدوان الحوثي من الداخل، أجمع اليمنيون على موقف واحد، واضح وصريح، يتمثل بالرفض التام لعدوان المحتل الصهيوني السافر على اليمن، مع التأكيد على استمرار معركة الشعب ضد الكهنوت الحوثي.

وقد جسد موقف حزب لإصلاح حول المستجدات الأخيرة هذا الإجماع الشعبي الكبير، حيث قال المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع اليمني للإصلاح الأستاذ عدنان العديني إن كيان ‎الاحتلال الصهيوني كعادته يستهدف المنشآت المدنية في كل اعتداءاته، وهو بهذا يتساوى مع المليشيا ‎الحوثية ويوفران الذرائع لبعضهما.

وأشار العديني إلى أن اليمنيين لن يقبلوا بأي اعتداء ‎اسرائيلي على أي جزء من جغرافيا ‎اليمن، كما لن يتخلوا عن معركتهم ضد مليشيا ‎الحوثي المتورطة بسلوك مشابه ضدهم منذ سنوات. مضيفًا بأن اليمنيين سيواصلون نضالهم مستندين إلى إرادتهم الذاتية وعدالة قضيتهم في مواجهة جماعة فاشية قتلت وشردت مئات الالاف من ‎اليمنيين.

استمرار المعركة ضد الحوثي

وحول تمسك اليمنيين بمعركتهم ضد الحوثي، قال الكاتب عبدالله شروح “إن معركتنا مع الحوثي تتعلق بسيطرته على البلاد بقوة السلاح وإلغاء الديمقراطية وحرية الاختيار، والذي يعني تدمير الجمهورية والعودة للإمامة التي كان الشعب قد تخلص منها في السادس وعشرين من سبتمبر ١٩٦٢م “.

وأضاف شروح، للصحوة نت، أن معركتنا مع الحوثي هي معركة الجمهورية ضد الإمامة، والطريقة الوحيدة ليشرعن الحوثي نفسه هي بالعودة إلى مخرجات الوطني والتحول إلى كيان سياسي، ويترك للشعب حرية اختيار من يمثله عبر صناديق الاقتراع.

ولفت “شروح” إلى أن الحوثي يدرك هذه الحقائق، ولأنه غير قادر على التعامل بموجبها فإنه يقرر الهرب إلى الأمام من خلال الهرج الإعلامي حول إسناده القضية الفلسطينية وعمل بعض المسرحيات التي تظهر للعاطفيين أنه صادق في هذا الإسناد.

اللعب على عاطفة الشعب

أما الصحفي “معاذ البازلي” فقال إن الحوثي يدرك جيدًا مدى انتماء الشعب اليمني لقوميته العربية وارتباطه العاطفي والوجداني بالقضية الفلسطينية، باعتبارها قضيته العامة خارج جغرافيا البلاد، في حين أن معركته الداخلية مع الكهنوت الحوثية هي القضية الخاصة.

ويضيف البازلي لـ”الصحوة نت” أن الكهنوت الحوثي يعمد منذ بداية الأحداث الجارية في غزة على دغدغة وإثارة هذه العاطفة الشعبية، من خلال عنترياته المفضوحة هنا أو هناك، واستثمارها كورقة قوية تحقق له عدة أهداف، سياسية ولوجستية.

ويؤكد “عبدالله شروح” على أن الشعب اليمني مثل كل الشعوب العربية هو مع القضية الفلسطينية بكل جوارحه وأحاسيسه، والحوثي الآن يستغل هذه العاطفة مثل كل المليشيات التابعة لإيران التي تتخذ من قضية فلسطين وسيلة لتثبيت وجودها في الوطن العربية وخلخلة أمنه واستقراره لصالح إيران وتقاسم النفوذ في الوطن العربي بين إيران وإسرائيل.

وبحسب “شروح” فإن الحل هو أن تعمل النخبة باستمرار على تثبيت التعريف الحقيقي لمشكلتنا مع الحوثية في ذهن العوام من الشعب اليمني، لا أكثر.

استثمار حوثي للعدوان

بعد يوم واحد من عدوان الكيان الصهيوني على اليمن، قال زعيم المليشيا الحوثية، في خطابٍ متلفز، بأنه سعيد جدًا بهذا العدوان الإسرائيلي على اليمن، وأن الشعب اليمني قد اعتاد الأزمات والمعاناة طيلة ثمان سنوات من الحرب.

أثار هذا الخطاب غضب شعبيًا كبيرًا، وسخطًا واسعًا لليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا خطاب زعيم المليشيات بمثابة متاجرة واضحة بالدم اليمني ومؤسسات ومنشئات البلاد وبنيته التحتية، في سبيل تنفيذ أجندة إيران.

يقول الباحث الأكاديمي، الدكتور حسن القطوي، إن استهداف الكيان الصهيوني لميناء الحديدة وأعيان مدنية أخرى في المحافظة ما كان ليحدث لولا النزق الحوثي وارتهان قراراته لإيران وخدمته لأجندتها الهادفة لتدمير اليمن والدول العربية، فالحوثي هو السبب الأساسي لكل ما يعانيه اليمن.

ويشير “القطوي” إلى أن الحوثي كان يبحث عن فرصة تعرض اليمن لقصف إسرائيلي من أجل التنصل من أي اتفاقيات، وإظهار نفسه أمام العرب على أنه مقاوم للصهاينة، ويريد أن يثبت للمجتمع الدولي أن هناك عدوان عليها يتوسع، لذلك حدث التنسيق بين أذرع إيران في اليمن وبين إسرائيل.

وفي مقابلة له مع قناة سهيل الفضائية، قال العميد الركن محمد الكُميم إن بريطانيا وأمريكا كانت حجر عثرة أمام تحرير اليمن من عربدة ‎مليشيا الحوثي طول هذه السنوات وحتى الآن وهذا دليل أن هذه المليشيات تعمل لصالح أجندات خارجية.

ونوِّه الكُميم إلى أنه لا يستبعد أن تكون إسرائيل هي من سمحت للمسيرة بالعبور وتنفيذ تلك الضربة البسيطة حتى تقوم بالعدوان على اليمن ومصالحه الحيوية دون أن تستهدف أي قيادي حوثي.

لا يختلف الكهنوت الحوثي في أدبياته ومشروعه كثيرًا عن الاحتلال الإسرائيلي، فكلاهما مشروع فصل عنصريٍّ، محتل لأرضٍ ليس أرضه، وتاريخ كليهما مضرج بالدماء ومليء بالجرائم والانتهاكات.

ويؤكد الصحفي “رماح الجبري” أن جرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني لا تشبهها إلا جرائم الكيان الحوثي ولذلك نحن مبتلون بالكيانات الإرهابية والشعب وحده هو الضحية.

مشيرًا إلى أن المليشيا الحوثية ارتكبت نفس الجريمة الإسرائيلية عندما قصفت ميناء الضبة وقصفت مطار عدن وعشرات المستشفيات والأعيان المدنية وحولت مقدرات ومباني الدولة إلى سجون ومخازن أسلحة وأخرجت غالبية القطاعات عن الخدم، ولذلك فإن الحوثي وإسرائيل وجهان لعملة واحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى