حقوق وحريات

مليشيات الحوثي.. تاريخ من امتهان النساء واستعباد اليمنيين

حجة برس – الصحوة نت:

امتداد لنهج المجرم يحيى حسين الرسيّ، في احتقار اليمنيين والطعن في شرفهم وأعراضهم، وجه القيادي الحوثي حمود الأهنومي إساءات مقيته للنساء اليمنيات، وطعن في أعراضهن وشرفهن، مبينا حقيقة جماعته التي ظلت لعقود تتوارى خلف ستار وهمي من الأخلاق الزائفة.

 

واعتبر اليمنيون تصريحات الأهنومي المسيئة للنساء اليمنيات بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، ودليل آخر على ضرورة اجتثاث هذه الفئة التي بات من المستحيل التعايش معها بأفكارها العنصرية، سواء في المستقبل القريب أو البعيد.

 

شواهد تاريخية

وعلى وقع الغضب الشعبي، خرج منظرو الحوثي ليبرروا ما قاله الأهنومي على أنه مجرد “غلطة وسوء فهم”. إلا أن الشواهد التاريخية تثبت أن للسلالة تاريخًا طويلًا من احتقار اليمنيين والطعن في شرفهم وأعراضهم، ومن ذلك ما جاء في كتاب “المجرم الرسي ص 117 من إساءات لأهل العصيمات والطعن في أعراضهم.

 

كما تضمنت كتب ومؤلفات “عبد الله بن حمزة”، أحد أبرز الأئمة الهاديين، عدة مراسلات جرت بينه وبين قبائل مأرب عام 1185 أظهرت حقيقة الفكر العنصري تجاه اليمنيين. إذ خاطب ابن حمزة قبائل مأرب بتكبر واستعلاء قائلاً: “ارضوا بنا أئمة، نرضكم لنا تبعًا) وطلب من القبائل أن تحمد الله أنها وصلت زمنًا يحكمهم فيه من وصفهم بـ (آل البيت) وسخر من نسبهم الحميري اليماني ومن نساء اليمن التي وصفهن بـ (سبايا) و (البغايا) و “حديثات العهد بالاضطهاد”، وتحدث عن أفضليته ونقاء سلالته التي خلقها الله من “طينة خاصة في عليين” حسب تعبيره، وشبه نفسه بالنبي سليمان قائلاً لأهل مأرب: “.ألا تعلوا عليّ وأتوني مُسلمين).

 

وتعليقا على ذلك، قال الدكتور عبد الوهاب طواف إن الأهنومي نقل ما تحتويه كتب الزيدية التي كتبها جيش من السلاليين خلال قرون طويلة، لتبرير تكالبهم على اليمن، وتسلطهم على أهله وممتلكاتهم، وسفكهم لدمائهم ونهبهم لأرضهم، ويقصد بالهادي المجرم يحيى حسين الرسي، الذي قدم إلى صعدة رفقة مرتزقة فرس عام 284 هجرية.

 

وأضاف في منشور له على الفيس بوك، أن الرسي الذي هرب من سيوف قيادات الدولة العباسية، بعد محاولته التآمر عليهم بدعم فارسي ورفضته كل الدنيا، ولم يجد مكان يحتمي به إلا جبال صعدة، ومنازل رجالها العظماء، وموائدهم الكريمة، لكنه تحول بعدها إلى قاتل لمن أمنه، وهادم للمنازل التي آوته، وخائنا لمن أطعمه وسقاه، فصب سموم زيديته السوداء بين اليمنيين، فحبك المؤامرات والدسائس بينهم، ليشن لاحقا حروب متسلسلة عليهم، حتى صُرع في صعدة، ليتحول قبره إلى ضريح وجامع يعبده السذج والبسطاء، في تعدي وتحدي لضحاياه من اليمنيين.

 

تشويه الخصوم

وتابع” لمن لا يعلم بأسلوب السلاليين في حروبهم ضد اليمنيين، يستخدمون قضايا الشرف والجنس والمرأة في تشويه خصومهم، وما زالوا حتى اليوم ينهلون من ذلك المستنقع الآسن، لمعرفتهم بأن تلك المسائل تمثل خطوطا حمراء في المجتمع اليمني، وأن تلك المجتمعات لا تقبل المساس بالأعراض، والمرأة هي من أقدس المقدسات في الأعراف والتقاليد اليمنية”.

 

وأردف” يروجون لتلك الأكاذيب على اليمنيين دون خجل أو حياء، وهذا ليس غريبا عنهم، فلم يتركوا حتى أم المؤمنين عائشة زوجة النبي من الولوغ في عرضها وشرفها، وهم من يضعون رذائل المتعة في صلب معتقداتهم ومذهبهم، ويمارسونها جهارا عيانا في حوزاتهم، ومرابضهم المدنسة، وأمام كاميرات التلفزة.

 

وأكد أن اليمنيين من قبل الرسي، بل ومن قبل ظهور الإسلام بقرون طويلة، كانوا منارة للعلم والصناعة والتجارة والعمارة، وهم من طوع الأرض وأخضع الجبال للزراعة، ونحت الصخور وشيد القصور والسدود، مخاطبا الأهنومي قائلا” اليمن أيها الرسي الصغير أكبر من أن تمسه بسموم عنصريتك، ونسائه أشرف من كل أئمتك”.

 

من جهته قال عضو اتحاد الاعلاميين اليمنيين عرفات العامري إنه “منذ قدوم الرسي الى اليمن قبل 1200 سنة والشعب اليمني يعاني من العنصرية السلالية المقيتة التي ألحقت به الضرر وحرمته من أبسط حقوقه الطبيعية، مذكرا أن الرسي دخل الى اليمن هاربا من الدولة العباسية وحمل للقبائل وعود السلام والتقدم والعدل والمساواة، لكن هذه الوعود سرعان ما تحولت إلى كارثة بالنسبة لليمن وسكانه”.

 

وأضاف في تصريح لـ “الصحوة نت”، “شهد اليمن في عهده الأسود الدمار والتخلف والاضطهاد والحروب، وتعرض لأبشع أشكال الظلم والاستبداد وقد استخدم التحريش بين القبائل وإثارة النزعات والخلافات الداخلية القديمة، والهمز واللمز بنساء اليمن وتشويه سمعة القبائل المعارضة وذلك لفرض سيطرته وتمكينه من اليمن على حساب كرامة وحقوق الشعب اليمني.

وقال إن اتهام المليشيات لحرائر اليمن والطعن في شرفهن واحدة من أبشع الجرائم التي تقوم بها هذه المليشيات السلالية العنصرية، وهي جريمة تظهر الوقاحة والتجاوز على كل القيم الإنسانية والشرف وتعكس الحقد والكراهية التي تعاني منها هذه المجموعات الارهابية.

 

وتابع” في الوقت الذي تدعي فيه المليشيات القيام بالدفاع عن اليمنيين فإنها في الحقيقة هي من تقوم على بارتكاب جرائم بشعة بحق الأطفال والنساء والمدنيين في اليمن، وينتقصون من اعراضهم، وهذا التناقض يكشف كمية النفاق لدى تلك المليشيات، وكيف أنها تستغل الدين والسياسة في تبرير جرائمها وإخفاء فظائعها.

 

ودعا العامري اليمنيين إلى مواصلة محاربة هذه المليشيات العنصرية وإيقاف جرائمها مشدد على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية والانسانية وأنصار حقوق الانسان لدعم الشعب اليمني في نضاله ضد هذا الكهنوت الظالم فاليمن وسكانه يستحقون العيش بسلام واستقرار ولا ينبغي ترك اليمن برجالها ونساءها واطفالها رهائن لدى مليشيات إرهابية.

 

قطرة من محيط

أما المحامي رضا المارح، فقال: إن” الاحتقار السلالي لليمنيين يتحمل بعض اليمنيين جزءًا كبيرًا من المسؤولية عليه، بسبب التقديس والتبجيل الأرعن الذي يتعاملون به مع ادعياء الحق الإلهي، والذي وصل إلى حد الإسراف والشرك بالله، كما فعل بعض فقهاء منطقة (حراز).”

 

الناشط هارون الوشاح، قال إن الخلفية العقائدية للمليشيات السلالية تؤكد احتقار المرأة اليمنية بكل الأشكال، مضيفًا في حديثه لـ” لصحوة نت”: “وأكبر دليل هو تسميتهم للمرأة من سلالتهم بـ ‘شريفة’ دونًا عن باقي النساء، وهي تسمية مدروسة هدفها تحقير شرف اليمني والتلميح بأن النساء من غير الهاشميات هن غير شريفات”.

 

وتابع الوشاح بأسف الحال الذي وصل إلية الناس قائلاً” يا للأسف هناك الكثير من الجهلاء ممن ساعدهم في انتشار هذا الاسم والترويج له، وكذلك لدى السلالة عقيدة بأن اليمنيين عبارة عن يهود حتى وإن اعتنقوا الإسلام، ولذلك أطلقوا مثلًا شعبيًا ابتلعه البسطاء بسذاجة وهو المثل القائل: “اليهودي يهودي ولو أسلم!!”.

 

وأشار إلى أن ” عدم قبول السلاليين بتزويج بناتهم من اليمنيين باعتبار نساء اليمنيين غير شريفات بحسب تعبير الإمام الهالك عبد الله بن حمزة، بل إن يحيى بن الحسين الرسّي، أفتى بحرمة هذا الزواج إن حصل”.

 

 مضيفا أن” السلاليين يرون في اليمنيين عبيدًا لا يُزوجون ولا يتزوجون منهم، وليس لهم من النقاء والشرف ما لدى الهاشميين، ولذلك ليست تصريحات المدعو الأهنومي سوى قطرة من محيط حقدهم على اليمن وامتهانهم لكل يمني ويمنية، وسوف يسمع اليمنيون في الفترات القادمة كلامًا أشنع وأوقح من كلام الأهنومي، وكلّه مأخوذ من كتاب الرسّي نفسه”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى