أخبار دوليةأخبار محلية

ماذا وراء إعادة إيران تعيين سفيرا لها لدى الحوثيين بعد ثلاث سنوات من الشغور؟

حجة برس – يمن ديلي نيوز:

كشفت جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا الثلاثاء 27 أغسطس/آب عن وصول سفير جديد لإيران إلى صنعاء خلفا للسفير الإيراني السابق لدى الجماعة والذي أعلنت طهران وفاته في ظروف غامضة في 21 ديسمبر/كانون الأول 2021.

وظل كرسي سفير إيران في السفارة الإيرانية بصنعاء شاغرا لمدة ثلاث سنوات رغم إعلان إيران على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيراني “سعيد خطيب زاده” في 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 أنها تعتزم الإعلان عن تعيين سفير جديد لها لدى الحوثيين.

ورغم الإعلان الإيراني المبكر الذي جاء بعد أسبوع على وفاة “إيرلو” إلا أن تعيين إيران سفيرا لها لدى الحوثيين تأخر ثلاث سنوات، حيث أرجع مراقبون في وقت سابق التأخر إلى التقارب السعودي الإيراني برعاية صينية في مارس/آذار 2023.

ومع أن العلاقات السعودية الإيرانية تعيش بين المد والجزر، إلا أن الكشف عن وصول سفير إيراني إلى صنعاء كممثل لإيران الحوثيين يجعل الكثير يثير التساؤلات عن دلالات التعيين الذي يأتي في ظل اشتعال الصراع في المنطقة وخوض الحوثيين معركة بالنيابة عن إيران في البحر الأحمر.

يرى باحثون تحدثوا لـ”يمن ديلي نيوز” أن التعيين مرتبط بمهام عسكرية موكلة للسفير الإيراني الجديد مماثلة لتلك المهام التي خاضها سلفه “حسين إيرلو” ومن بينها رأب التصدعات داخل الجماعة وقيادة المعارك العسكرية للحوثيين مجددا.

وفي المقابل تتجه الأنظار إلى معلومات استخباراتية تحدثت عن حاجة إيران لإحكام القبضة على جماعة الحوثي بناء على معلومات بتلقي الجماعة عروضا من دول كبرى بتسليحها للقيام بأدوار قد يحقق للجماعة استقلالية جزئية عن إيران.

على غرار “إيرلو”

يقول الباحث غير المقيم بمركز كارنيغي للشرق الأوسط والاستشاري “إبراهيم جلال”: إن إعادة تعيين ما تسميه طهران بسفير لها رغم عدم ممارسته لأي أدوار دبلوماسية معروفة في أي مكان، هو تأكيد على دور الحرس الثوري عموما في إدارة الملف والعلاقة مع الحوثيين من صنعاء.

وأضاف جلال في حديث مع “يمن ديلي نيوز”: وجود إيرلو ارتبط بالعمليات العسكرية التي شنها الحوثيون على مأرب واستهداف المنشآت الحيوية السعودية بشكل مكثف والتي حظيت بدعم محور طهران فنيا وإعلاميا ولوجستيا واستخباراتيا وعسكريا.

وأردف: على غرار ذلك يرتبط تعيين رمضاني بالتصعيد الحاصل في البحر الأحمر بالإضافة إلى سيناريوهات التصعيد المحتملة في الإقليم، وفي حال ما تدهورت الأوضاع في الداخل سيلعب “رمضاني” دور “إيرلو” مجددا.

وأشار إلى أن تطبيع العلاقات الإيرانية-السعودية ولو بشكل تكتيكي يحمل في طياته الإقرار بنفوذ إيران في الملف اليمني بالقرب من مضيق باب المندب، أما كيفية وصوله فتتطلب معرفة مدة تواجده أولا

ويتفق الباحث “ياسين التميمي” عن أن تعيين إيران سفير جديدا لها إلى الحوثيين يأتي في سياق المهمة التي كان ينفذها “حسين إيرلو” الضابط في الحرس الثوري الإيراني.

وقال: تعيين إيران سفير جديد وغير شرعي لا يبدو مفاجئا فهو استمرار لسياسة إيران في استهداف اليمن وسيادته.

وأضاف في حديث مع “يمن ديلي نيوز”: إيران بدأت استهداف اليمن وسيادته بتعيين ضابط في الحرس الثوري هو حسن ايرلو الذي طغت مهمته العسكرية والأمنية على مهمته الدبلوماسية المنتحلة قبل أن يلقى مصرعه في صنعاء قبل 3 سنوات. حسب قوله.

وتابع: من الواضح أن إيران تتصرف في اليمن بثقة كبيرة بعد أن تأكدت أن جماعة الحوثي لا تقع تحت ضغوط عسكرية أو دبلوماسية يمكن أن تنعكس على موقف إيران نفسها لكونها تتصرف ضد مقررات مجلس الأمن الدولي.

وأشار إلى أن التفاهمات السعودية الإيرانية والانفتاح السعودي على جماعة الحوثي شجعا إيران أكثر من أن يلجماها ويحدان من سلوكها العدواني ضد اليمن.

مهمة تقليم الحوثيين

وبعيدا عن المهمة العسكرية الموكلة للسفير الإيراني الجديد إلى جماعة الحوثي تذهب مصادر استخباراتية قالت لـ”يمن ديلي نيوز” إلى أن عروضا بتسليح الحوثيين تلقتها جماعة الحوثي من دول كبرى بينها روسيا أثار مخاوف إيران من تصاعد قدرات الحوثيين.

وما عزز المخاوف الإيرانية هو إظهار الحوثيين قدرات عالية في البحر الأحمر أكثر مما ظهرت عليه أذرعها في كل من لبنان والعراق، بل أن بعضها فاقت قدرات إيران كما يرى مراقبون.

ويرجح مراقبون إيرانيون أن إسقاط الحوثيين لطائرات أمريكية “إم كيو 9” الطائرات المعروفة بأنها من فخر الصناعة الأمريكية، جعل إيران تشك في حصول الجماعة على سلاح نوعي من دول كبرى بينها روسيا من أجل مواجهة أمريكا.

كما عزز تلك المخاوف الإيرانية الأنباء التي نشرتها الصحافة الأمريكية خلال يوليو/تموز الماضي بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تدخل لدى الرئيس الروسي “فلادمير بوتن” لإيقاف صفقة سلاح للحوثيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى