كتابات

البراءة الباكية

عبدالحميد الأشول:

في غزة ، حزن ملتهب ومتناسل؛ فيها يبكي كل شيء ،حتى البراءة غابت عنها الابتسامة ، ورحلت عن عالمها حياة الطفولة الآمنة، وارتسام علامة الرضى في محياها ؛

لم أتمالك نفسي أمام مشهد طفل يبكي في حضن أخيه في غزة الابية، وإليه وجهت رسالتي:

ابك يا صغيري! وارفع صوتك بالبكاء، فلن يسمع نحيبك سوى الذي الهمكه، وخلق فيه الدموع الغاليات التي تنساب على خدك الطاهر.

ابك ما شئت! فسندك الكبير وعضدك القوي الذي لا يمل بكاؤك هو أخوك الكريم الذي يفتح لك ذراعيه بحنان ،و يربت على ظهرك بحب، ويمسح آلامه بآلامك ، ويمزج دموعه بدموعك.

ابك! فما عاد فينا قلب ينبض، ولا روح ينتفض، ولا جسم يقشعر، ولا عين تذرف بالدمع.

لتكن دمعاتك الحراء الطاهرة لعنات تصب غضبها فوق رؤوس الظالمين والمجرمين والمتعاونيين والصامتين والشامتين والمتخاذلين والمتصهينين والمتمصلحين والمتقولين بالباطل على مر التاريخ الحاضر والآتي.

ابك! فلا بارك الله في قهقهات الأوغاد الشامتين والمتخاذلين . سيكون بكاؤك مصدر إلهام يشعل في كل ضمير حي جذوة الانتصار لك وامثالك.

ابك يا صغيري! وأسمع الثقلين !فما عاد للبكاء عندنا ذوق ولا نكهة ، عل بكاؤك المفعم بالحياة الحرة يبعث فينا الما نبكي كبكائك ونجد اخا يربت على ظهورنا كأخيك .

علمونا يا أطفال غزة العظماء معنى البكاء والتربيت.
فقد نسبنا كل ذلك من سنين؛ فقست قلوبنا، وتصلبت أعيننا.
#غزة_تباد

رابط متابعة فديو أطفال غزة: https://www.facebook.com/share/v/ja3ZoZx66T49DDTp/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى