وسط سخط شعبي… تحذيرات من خطر مجسمات حوثية في المدارس
حجة برس – الصحوة نت:
أظهرت صور وفيديوهات تداولها ناشطون يمنيون، مجموعة من طلاب إحدى المدارس في محافظة إب وهم يدورون حول مجسم للهالك نصر الله، فيما يشبه بعملية الطواف، في مشهد أثار غضبًا شعبيًا واسعًا، واعتبره مراقبون سابقة خطيرة تهدد مستقبل التعليم في اليمن.
وفي سياق التنديد الشعبي، انطلقت حملة إلكترونية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لفضح دجل وكهانة وطغيان مليشيا الحوثي الإيرانية التي تسعى لإحياء عادات تنافي دين اليمنيين وهويتهم الوطنية.
وعبر المشاركون في الحملة، التي حملت وسم ” #أصنام_حوثية “، عن استيائهم الكبير من الحادثة التي وصفوها بأنها اغتيال لبراءة الأطفال واستغلال مؤسسات التعليم لترويج أجندة طائفية تهدد الهوية الوطنية.
– استهانة باليمنيين:
يقول الصحفي والكاتب “مصطفى القطيبي” إنه منذ انقلاب الحوثي وسطوه بالقوة على اليمن، تحولت البلاد إلى سجن كبير، حيث يتحكم القهر والطغيان بأرواح الناس، ويُطلب منهم عبادة قادة مليشيا خرافية.
وأضاف بأن تحويل زعيم مليشيا إلى “مقدس” لا يمكن المساس به هو أقصى درجات الاستهانة بالشعب اليمني وحضارته الضاربة في جذور التاريخ. مشيرًا إلى أن 200 ألف قتيل و16 مليون يمني على حافة المجاعة، ومع ذلك، مليشيا الحوثي مشغولة بافتتاح المقابر وصناعة الأضرحة والأصنام لعبدالملك وأسرته.
– البحث عن قداسة مزيفة:
بدوره، بيَّن الصحفي عبدالله المنيفي أن مليشيا الحوثي السلالية تواصل مسيرة تشويه رسالة الإسلام ولا تدع فرصة ولا مناسبة إلا وأبدعت في تشويه الوجه المشرق والحضاري للإسلام بممارسات وثنية تعطل العقل وترسيخ ثقافة القطيع.
وقال المنيفي إن التاريخ الأسود للإمامة الرسية في اليمن مليء بالجرائم وكذا بالخرافات ومحاولة ادعاء الحق الإلهي الذي يتبعه تقديس الكهنة، وهو ما تفعله مليشيا الحوثي اليوم بصورة أكثر سفوراً وانحطاطاً عما فعله أسلافها.
وأضاف بأنه مثلما أن الإمامة الكهنوتية السلالية البائدة في اليمن قامت على كم كبير من الأكاذيب والأساطير بحثا عن قداسة دينية مزيفة لتثبيت حكمها وإحاطته بهالة من القداسة، فإن مليشيا الحوثيين الإرهابية تسلك الطريق نفسه بحثا عن قداسة دينية مزيفة أيضا، باعتبارها الطريق الأقصر لخداع الجماهير وتضليلهم.
– حرب ضد العقل والهوية:
أما الإعلامي هزاع البيل فغرد قائلًا: “يصنعون لكهنتهم أصناماً وتماثيل وهم على طاعة انحرافاتهم عاكفين، منطقهم هو منطق من سبقوهم (ما نعبدهم إلا ليقربونا من الله زلفى) وهذا منتهى مسيرتهم الشيطانية حيث سقطت أقنعتهم واتضح دجلهم”.
وأضاف “البيل” بأن ما تمارسه مليشيا الحوثي هي حرب ضد العقل والهوية اليمنية الصافية، حرب سلاحها التجهيل والخرافات وإعادة لوثنية آل البيت وكلما لا يتفق مع الدين ولا العقل.
-. انتاج جيل متخلف
وفي سياق التفاعل مع الحملة، قال الإعلامي أحمد الصباحي “إن الحوثي يسعى لإنتاج جيل متخلف مسلوب الإرادة مستلب الشخصية، يعتبر تقبيل ركب السلالة طريقا وحيدا الى الجنة، والتعبد بين اقدام الرسيين فوزا وفلاحا ونجاة.
وأضاف “الموروث الهادوي يرى دعوات السمو بالإنسان كفرا، وتكريم البشر خيانة وعدوانا”.
وأشار الصباحي إلى أن مليشيا الحوثي الإرهابية تسعى لإحاطة كهنتها بسياج قوي يحمي سلطتها من جانب، ويبرر أعمالها الإجرامية بحق المجتمع من جانب آخر، ومن صور ما تقوم به تقديم الكهنة كأنصاف آلهة ونصب تماثيل لهم.
– تقديس العرق وتصنيم السيد:
من جهته، ذكر الكاتب والمحلل السياسي نجيب غلاب أن ولاية الحوثي بكل منتجاتها العقدية تنتهي بتقديس العرق وتصنيم ما يسموه السيد العلم، وإن لم تؤمن بالولاية الصنمية فلا دين لك ولا دنيا.
وأشار “غلاب” إلى أن اليمنيين لا يقدسون الأشخاص، بل يحملون لرموزهم الوطنية احترامًا وتقديرًا، بينما الحوثي يعتقد أن تصنيمه هو دين الله، وأن خلاصة التدين أن تقبل ولايته حتى يقبلك الله ويقبل تدينك، ولن تعبد الله ما لم تقدس الحوثي وتسلم له السياسة والدين والاقتصاد وتصبح الحياة كلها محورها الولاية والعمل من أجلها.
ونوَّه بأن القصة ليست مجرد تمثال، وإنما هُبَل جديد باسم الله والنبي. موضحًا بأن الولاية عقيدة تخلق فرعونية شركية، فلا دين لك إن لم تقبل ولايتهم لأن الدين بالنسبة إليهم هو الولاية.
وفي السياق نفسه، قال الكاتب والإعلامي عبدالملك اليوسفي إن أصنام الهوية الخمينية تنافي هوية اليمنيين الوطنية. دينهم الإسلامي الحنيف، بينما نجدها عند الحوثيين جزء من المعتقد و البروباجندا الإعلامية.
وأضاف بأن مليشيا الحوثي تحاول اليوم تقديم زعيمها عبدالملك الحوثي في خلة صنمية رغم الجرائم والانتهاكات في ذمته والفضائح الأخلاقية التي تلاحقه، وهي محاولات شيطانية لتحويل الأراجوز الكهنوتي إلى صنم.
– تجهيل المجتمع لنشر الخرافة:
من جانبه لفت الصحفي “أحمد الشميري” إلى أن اليمن تعيش على يد الحوثي ظروفا مختلفة وجهلا مقيتا، بدءا من فرضهم حصارات متعددة على الشعب اليمني تسببت في مجاعات، وصولا إلى تهديد العقيدة ومحاولة طمسها وفرض عبادات وتمجيد وتقديس أشخاص.
وأوضح بأن ثورة 26 سبتمبر 1962 كانت قد دفنت ثقافة الاستعلاء الإمامية العنصرية التي ينحدر منها الحوثي، وجعلت أحد أهم أهدافها ترسيخ العدالة الاجتماعية وإزالة الفوارق بين الطبقات وسفهت الدجل والخرافة.
وأضاف الشميري بأن ثورة26 سبتمبر قضت على المصطلحات التمييزية الاستعلائية، وساوت بين السيد والقبيلي والرئيس والمرؤوس، ومنعت تداولها في كل وسائل الإعلام والثقافة والتعليم والمنابر السياسية، قبل أن يعيدها الحوثي إلى الواجهة من جديد وبصورة مقززة ترفضها الكرامة الإنسانية.
وأشار إلى أن الحوثي يعلم أن العقول تقود إلى الحرية فسعى إلى تعطيلها لأنه يخشى أن تصبح الحرية أثمن من الحياة، كما حاول تنويم الناس وتخديرهم بملازم الجهل والتخلف لكي يشبع ذاته المتضخمة بالاستعلاء
– معارض طائفية جديدة:
افتتحت مليشيا الحوثي الإرهابية، خلال الأيام الماضية عشرات المعارض الطائفية داخل المدارس والجامعات في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، بالتزامن مع إحيائها لذكرى ما تسميه بيوم الشهيد.
وتضمنت المعارض الحوثية، التي أنفقت عليها المليشيا مئات الملايين، مجسمات ونصب وصور لرموز وقادات مليشيا الحوثي، بالإضافة إلى قادات حزب الله والحرس الثوري، مثل حسن نصر الله وسليماني وغيرهم.
وكانت قد تحدثت مصادر خاصة لـ”الصحوة نت” في وقت سابق عن إجبار الجامعات والمدارس، في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، للطلاب والمعلمين بزيارة هذه المعارض وحضور كافة الأنشطة الطائفية التي ترعاها المليشيا الحوثية.