سقوط الأسد يشعل آمال اليمنيين…. صنعاء بعد دمشق(رصد)
حجة برس – الصحوة نت:
سوريا تحررت، وعادت دمشق إلى محيطها العربي، وفر الأسد ومعه كتائب الحرس الثوري. تطور تاريخي كبير تجاوزت أبعاده الشام وألقى بظلاله على المصير المحتوم لمليشيا الحوثي في صنعاء، وجددت أفراحه آمال اليمنيين وتطلعات كل العرب لاستعادة العاصمة الرابعة من أحضان إيران.
كانت أنظار الشعوب العربية والمعنيين بالتطورات الخارجية في الدول الكبرى موجهة منذ الـ27 من نوفمبر الفائت، نحو الشمال السوري، حيث أطلقت فصائل المعارضة السورية عمليات “درع العدوان”، لتحرر المدن السورية على التوالي وصولًا إلى عاصمة الأمويين التي أشرقت عليها شمس الحرية فجر الثامن من ديسمبر الجاري.
وفعلًا، سقط نظام الأسد وانتصرت الإرادة الشعبية السورية وبارك العالم واليمنيين خاصة، انتصار الياسمين الشامي. عادت العاصمة العربية الثالثة إلى أمتها العربية، وتحولت أنظار الجميع إلى عاصمة الجمهورية اليمنية، التي أعلنتها إيران أواخر عام 2014م، رابع عاصمة عربية تابعة لولاية الفقيه.
“الحوثي بعد بشار… اليوم دمشق وغدًا صنعاء”، هتافات رددها شبان يمنيون في مسيرات عفوية شهدتها شوارع مدينة تعز المحاصرة، مساء الأحد، احتفاءً بانتصار السوريين، وتأكيدًا على المصير الواحد الذي سينتهي إليه كل الطغاة المدعومين من إيران.
وشهدت مدينة مأرب تجمعات شعبية مماثلة، ارتفع فيها صدى ذات الشعار، وردد بحناجر يمنية وسورية لبعض الأشقاء العاملين في القطاع الصحي في المدينة.
وفي الفضاء الإلكتروني، كان وقع هذا الشعار، وصداه أقوى وأكثر وضوحًا في هاشتاجات عفوية غرد تحتها المدونون والنشطاء، وتوافقت معها التصريحات الرسمية المباركة للشعب السوري انتصار إرادته الحرة على إملاءات طهران.
الرئاسي يبارك للسوريين
في أول بيان رسمي من الشرعية اليمنية، هنأ رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي، الشعب السوري الشقيق، بمناسبة عودة بلاده إلى الحاضنة العربية واستعادتها لدورها الفاعل في الأسرة الإقليمية والدولية.
وأشار الرئيس في تغريدة على حسابه بمنصة إكس، إلى “أهمية اللحظة التاريخية التي أكد فيها الشعب السوري العظيم حقه في رفض الوصاية الأجنبية”.
وأكد أنه “حان الوقت ليرفع النظام الإيراني يده عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم، وصنع المستقبل الأفضل الذي يستحقونه جميعًا”.
وبارك مجلس القيادة الرئاسي في اجتماعه مساء الأحد، للشعب السوري بمناسبة “إسقاط نظام الوصاية الإيرانية”، مؤكدًا موقف اليمن الداعم لوحدة الأراضي السورية واستقلالها وسيادتها وإرادة شعبها في الحرية والتغيير.
صنعاء بعد دمشق
وتحت الوسم #الحوثي بعد بشار، عبر اليمنيون عن فرحتهم بتحرر سوريا من النظام المدعوم من إيران، مؤكدين أن الدور قادم على مليشيات الحوثية. تأكيد جزم به بعض المحسوبين على المليشيات ومحورها الإيراني، مؤكدين أن سقوط نظام الأسد يعني تحرر صنعاء من وصاية إيران.
وكتب الإعلامي مصطفى القطيبي تحت الهاشتاج، مؤكدًا أن “الحرية قادمة لليمن، والتفاؤل يملأ القلوب. صنعاء على وشك أن تعود لأهلها، والنصر بات أقرب من أي وقت مضى”.
وغرد عبدالملك اليوسفي “مبارك الشعب السوري الشقيق الانعتاق من عصابات إيران وعقبى لشعبنا العزيز”.
وقال الصحفي علي الفقيه مخاطبا الحوثيين “إجرامكم وطائفيتكم ولصوصيتكم كلها تسهل نهايتكم، ولا يخدعنكم صمت الناس إنما ينتظرون اللحظة المناسبة ليلاحقوكم بالأحذية في كل زقاق”، مؤكدًا “أن معارك التحرير تحتاج إلى قادة مغامرين لا إلى موظفين معطرين ينفذون التوجيهات”.
واكتفى الإعلامي الساخر محمد الربع بالقول “إذا حلق ابن عمك.. بليت”، في إشارة إلى زعيم الحوثيين.
تهاوي الإرهاب والطائفية
وقال وكيل وزارة الإعلام نجيب غلاب إن “المشروع الخميني والفوضى والإرهاب والجريمة التي أسس لها لتقويض سيادة الدول والعبث بالسلم الأهلي وتدمير النسيج الاجتماعي وتجريف الهوية الوطنية، تهاوت مع وعي الشعوب وخبرتها وإصرارها على التحرر من الهيمنة والوصاية والعودة إلى فضائها العربي”.
وأضاف: “المنظومات المغلقة العنصرية والفئوية التي تشتغل كاستعمار داخلي ضد الناس مآلها السقوط مهما طال عمرها. لم يقدم نظام الأسد غير القمع والتعذيب والقتل وترديد الشعارات الكاذبة وقتل وتشريد شعب وبإمعان مجرم وأصبح أراجوز وخادم لما ينقض مصالح السوريين من أجل نفسه وعصابته”.
وأكد فارس صلاح أن “سقوط نظام بشار الأسد رسالة واضحة: الشعوب لا تُقهر، واليوم يقترب الشعب اليمني من لحظة الخلاص من ميليشيا الحوثي الإيرانية. الحرية قادمة، والأمل أكبر”.
وأضاف: “صنعاء على موعد مع الحرية، واليمنيون يستعدون لفتح صفحة جديدة من العزة والكرامة. الغد أجمل، واليمن سيعود كما كان وأفضل”.
بدء العد التنازلي
وكتب أيمن نبيل قائلًا: “لقد قرب الحوثي رقبته للذبح وقدمها لمن يريد ويفهم، الأمر الآخر أنه -لسوء حظه وحسن حظنا- لا يستطيع غير ذلك؛ أي محاولة إصلاحية لا تبدأ إلا بإلغاء نفسه وهذا لن يحدث”.
وأشار إلى أن الحوثي مجبر بحكم تكوينه على مد رقبته، والحازم الأريب ليس عليه إلا أن يلتقط اللحظة ويجنح للسلام.
وأضاف “مواعيد صنعاء آن أوانها، لحظة التحول الاستراتيجي هذه لن تتكرر، والحوثي علاوة على ذلك فعل بنفسه الأفاعيل وسهل المهمة على من يقوم بها”.
وقال سعيد الجعفري إنه “خلف عودة دمشق إلى حاضنتها العربية أشتم رائحة صنعاء”، مؤكدًا أن “علوج الفرس تغادر المشهد”.
وتحدث الصحفي عبدالله المنيفي عن “موسم سقوط القتلة العنصريين”، مضيفًا “النصر للشعوب المكتوية بنيران مليشيات إيران ومرتزقتها.. الشعب اليمني على موعد من الحرية والخلاص والنصر الكبير على مليشيا الحوثي”.
وأكد وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي أن “اليمنيين أكثر توقًا وشوقًا لتحرير صنعاء من طاعون العصر مليشيا الحوثي الإرهابية الظلامية، والمشاهد التي عشناها اليوم في حلب وحمص ودمشق ستتكرر قريبًا في كل المدن اليمنية”.
دعوات للتحرك
بدوره تساءل وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي قائلًا “مأرب، تعز أيهما ستكون إدلب اليمن التي ستنطلق منها شرارة التحرير لاستعادة صنعاء للحاضنة العربية”، في إشارة إلى انطلاق عمليات التحرير في سوريا من المناطق المحررة في إدلب.
وأشار الإعلامي هائل البكالي إلى مطالبة التظاهرات في تعز “الرئاسة اليمنية باستكمال عملية التحرير وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيًا”.
وأكد الصحفي هزاع البيل أن “الحوثي يعيش عزلة سياسية وشعبية، وسقوطه قادم كما سقط نظام الأسد”، وهو ما أكده أيضًا البكالي، مشيرًا إلى عوامل عدة مساعدة “مثل الفساد الهائل، والقمع الشديد، وعدم إصلاح مؤسسات الدولة”.
وشدد الإعلامي همدان العليي على ضرورة “أن تتوقف لغة المناشدات للعالم.. وتبدأ مرحلة استعادة الدولة ميدانيًا، الحوثي في أضعف مراحله وإيران ستتخلى عنه”.
وحذر العليي من أن “ضياع هذه الفرصة يعني تكتل المشروع الإيراني في اليمن”.
وأكد محمد الفقيه أن “الشعب اليمني قوي ولا يستهان به وسيسقط الحوثي قريبًا، وإذا كانت الدولة العميقة في سوريا سقطت بأقل من أسبوعين فإن الحوثي لا يحتاج إلا لبعض الأيام لإسقاط أدوات إيران في اليمن”.
وتحت الهاشتاج، تداول النشطاء دعوة مصورة من طفلة سورية تسمى شريفة، وجهتها لليمنيين، دعتهم فيها للتحرك العاجل لإنهاء النفوذ الإيراني وإسقاط نظام العصابة الحوثي.
وقالت الطفلة في الفيديو: “إحنا في سوريا انتصرنا الحمدلله، والدور الآن في اليمن لتتطهر من الحوثي وأذناب إيران”، حاثة كل الشعب اليمني وقواته المسلحة للتوحد والعمل معًا لإسقاط الحوثيين والمليشيات الإيرانية وتحرير صنعاء.