اليأس عدم
أحمد عثمان:
لا تطلب حاجتك من عاجز
ولا تكثر من الشكوى
فالشكوى للمخلوقين عجز ظاهر
لاتطلب ان يلتفت احدا اليك
لاتستجدي شفقة احد.
الحرية ان تتحرر من حاجتك لدى الخلق
لاتنتظر التفاتة احد
فالناس مشغولون بعجزهم
فلا تكن عاجزا تطلب الحاجة من عاجز
فقد ولى زمن الالتفاتات الطيبة
لا وقت لا قلب هنا
كل القلوب احترقت في المبخرة
والوقت تحول الى دخان اسود
ولى زمن الالتفاتات الطيبة
لا وقت لا أعين لا اذان
كل العيون تحجرت
والآذان فقدت حاستها
لاوجه لاعنق
فبأي عنق سيلتفت لك ياصاحبي
فالاعناق كسرت واستعملت كدرج رخيصة في سلاليم قصور قارون
التفت لنفسك قبل ان تفقد القدرة على الاستدارة
انطلق قبل ان تفقد رجليك
فأنت في زمن التشليح البشري العام
حيث يباع البشر بالقطعة والجملة وبصمت
بعيدا عن قوانين العرض والطلب
ودون ضجيج دون أنين دون بكاء
والعقدة هنا،
فعندما يفقد المجتمع القدرة على البكاء الجماعي يفقد انسانيته،
فالانسانية لم تكن سوى إحساس جمعي
والبكاء الجمعي أبرز تجلياتها
البكاء الجماعي دعاء
فهو يمثل تجلي احساس الجسد الواحد للمجتمع المؤمن
ومعها تتجمع القوة ويولد الابداع
فتنتشر البسمة وينمو الفرح من قلب الحزن الدامع
كسنابل الوادي المطير
وتستدير الايام
ويشرق فجرا جديدا
ولكل يوم شمس وريح
لا عليك
حاول ان تلتفت انت لنفسك والاخرين فقد تجد نورا في الغسق
و قبسا في الافق
فلاتنسد نافذة ضوء الا لتفتح نوافذ وابواب
من حيث لاتحتسب
فقط لاتنتظر التفاتة احد
إلتفت أنت
ولا تتوقف عند عتبة اليأس،
فاليأس عدم